الصــــديــــــق
(صديقك هو كفاية حاجتك، هو حقلك الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر، هو مائدتك وموقدك، لأنك تأتي إليه جائعاً وتسعى وراءه مستدفئاً).
تلك العبارة الجميلة الثرية قالها الشاعر الكبير جبران خليل جبران.
فبالحق الصديق هو الدعم وقت الضيق، والعزاء وسط الحزن، والبسمة وسط الألم، ويتجلى ذلك حين تعصف بحياتنا تجارب وصعاب (على المستوى الإنساني والعملي والجسدي والنفسي) ومن خلالها يتبيّن لنا بوضوح معادن مَن حولنا من أصدقاء ومقربين وحتى البعيدين.
ومن المتوقع والطبيعي أن يسارع الأصدقاء بالوقوف لجوارنا وقت الأزمات لتقديم المساندة والدعم النفسي، ويكون رد فعلهم هذا متوقع.
أما الغير طبيعي أن تجدهم بعيدين في حين قرب ومساندة الآخرون ممن ظننت أنهم غير مقربين إليك وهنا تتيقن أنك قد تكون أساءت الاختيار أو ربما اعتمدت على مشاعرك فقط في تكوين رابطة صداقة قوية مع مَن لا يستحقونها،
ووضعت مشاعرك بغير مكانها الصحيح والمناسب ولذلك لابد لنا من اعتماد العقل إلى جوار القلب عند اختيار الصديق كما قال أمين الريحاني (الصداقة الحقيقية هي التي يشترك فيها العقل والقلب والضمير)، وأيضاً لابد لنا حين ينكشف أمام أعيينا سوء الاختيار أن لا نندب حظنا العثر الذي أوقعنا في مثل هذه النوعية من العلاقات الخاسرة
ولكن نفتح قلبنا وعقلنا ونستجيب لصوت آخر قادم من بعيد يحمل لنا بين طياته الدفء والحب الصادق الوفي، وأن لا نصم أذاننا ونغمي عيوننا وإلا أضعنا فرص حقيقية للصداقة البنّاءة الباذلة التي تتسم بالعطاء وليس الأنانية
كما قال ميخائيل نعيمة (متى أصبح صديقك بمنزلة نفسك فقل عرفت الصداقة).
فإن خانك الحظ ذات مرة بصديق اكتشفت زيف علاقتك به وزيف مشاعره تجاهك فلا تيأس وافتح عقلك وقلبك لعلاقات جديدة تلوح في الأفق واستثمر طاقاتك لإنجاحها ولا تقف عند قصة بعينها نادباً حظك ولكن تخطيها بنجاح، وسر في طريقك وواصل التقدم ناظراً للأمام متصيداً لكل الفرص الحقيقية التي يعطيك إياها القدر
تحياتي
خساره ننصدم بناس فرشت الدرب لخطاهم
وهم بارخص تراب الارض يبيعوني ويبيعونك
انا اسئل عن العشره وافتش في هداياهم
تجاوبني وهي تبكي هم كانو يغشونك