أنْ تقع في الذنب ليست هذه القضيه ..
أنْ يتكررَ منكَ الذنبُ بين الحين والحين .. أيضاً ليست هذهِ هي المشكلة ..
فكل ابن آدم خطاء .. وخيرُ الخطائين التوابون ..
القضيةُ ، والمشكلةُ ، والمأساةُ ، والكارثةُ .. تكمن في دائرتين :
أولاهما :
أن تبررَ لنفسكَ ذنوبكَ وأخطاءكَ وزلاتكَ وهفواتك..!
لتنغمسَ فيها أكثر فأكثر فأكثر ..
وهذا من حيل الشيطان العجيبة على الإنسان ليجرفهُ إلى الهاوية !
والدائرة الثانية :
أنْ تيأسَ من رحمةِ اللهِ حين ترى نفسكَ
قد عدتَ إلى الذنب بعدَ الذنب بعد أن كنتَ قد تبتَ منه ..!
فإياكَ وهاتين الدائرتين ، فإنهما من فخاخ الشيطان ..
لا تبرر ذنوبك .. بل اجهد على أن تتلخص منها ..
وأن تتوب منها حين تقع فيها .. وأن تعزم على أن لا ترجع إليها ..
وأن تكثر من عمل الطاعات _ بعد أن تقع في شيء منها _
لأن الحسنات يذهبن السيئات ...
ثم ..( انبته الآن ) ..
حين ترى نفسك تعود فيها بعد كل هذا ..
فلا تجزع جزعاً تيأس فيه من رحمة الله سبحانه ..
بل ليبقى قلبك معلقاً برحمة الله على كل حال ..
وهو عند حسن ظن عبده به ... فظن بربك خيراً دائماً وأبداً ..
ونعيد لنكرر فنقرر : حُسْنُ ظنكَ هذا بربك ، يحتاج إلى برهان..هو :
عليك أن تصحب حسن ظنك بربك :
بجرعة مكثفة من ( مجاهدة ) للنفس الأمارة _ كما أشرنا آنفاً _
فإن تحققت بهذا وهذا ، فأبشر ثم أبشر ثم أبشر ..!!
والنصوص الواردة في هذه القضيه كثيرة ..
أحيلكَ لتبحثَ عنها هنا وهناك ، فبحثك عنها لون من ألوان المجاهدة !
وباب من أبواب العلم ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علماً
سهل الله له طريقا إلى الجنة ..!
احفظ هذه المعادلة واعمل على ضوئها ..
علم صحيح مجاهدة للنفس عدم يأس من رحمة الله حسن ظن بالله
إنسان متميز تحبه الملائكة وتنشغل به وتدعو له ..!!
ألا تحبُ أن تكونَ كذلك ...؟!
المهم .. أن تبقى متألقا على هذا النحو .. ولا تلتفت إلى وسوسة الشيطان التي حذرنا منها في أول الموضوع ..
وبالله التوفيق .. واستعن باللهِ ولا تعجز ..
فإن أصبنا فلا عــجبٌ ولا غــررُ "" وإن نقصنا فإن الناس ما كملوا
والــكاملُ الله في ذاتٍ وفي صفةٍ "" ونــاقص الذات لم يكمل له عملُ
أستغفر الله العظيم
لذنبي ولذنب والدي والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات
الاحياء منهم والأموات..
م
ن
ق
و
ل