راجية رضى الله
عدد المساهمات : 23 نقاط : 39 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 17/09/2010 العمر : 42
| موضوع: التمثيل (3): لماذا يعتزل الفنانون؟.. الأحد سبتمبر 26, 2010 2:54 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إخوتي في الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. التمثيل (3): لماذا يعتَزِل الفنَّانون؟ هناك مقولةٌ مشهورة لممثِّل قديم أوجَزَ فيها رأيَه في الفن فقال: "إنَّ الفن كالنار يحسَبُها مَن خارِجُها جنَّة، فأهلُها يتمنَّون الخروجَ منها، ومَن خارجها يتمنَّون الدخولَ فيها".بل صرَّحتْ إحدى كِبار الفنَّانات في الجيل القديم بأنها ما كانت تحلم إلا أنْ تكون أمًّا، وأنْ تعمل كمعلِّمة، ولقد صدَقتْ قولها باعتِزالها الفن في أوْج مجدها، بل قبل إعلان إسلامها.فلمَّا سألَتْها إحدى صديقاتها عن ذلك - كما تروي صديقتُها - قالت: إنَّ الله قد منَحَها نِعَمًا كثيرة، ولقد أصبح لديها الآن الزوج والبيت والأولاد.بل كثيراتٌ من أهل الفن بالجيل القديم يعتَرِفون بأنَّ دخولهم للفن لم يكن إلا بسبب الحاجة، وأنَّ اختياره كان بديلاً عن الجوع أو الضَّياع، وليس بالضرورة لموهِبَةٍ فذَّة يفتَقِدها غيرهم من غير العاملين بالفن؛ لذا نجد كثيرين منهم ما أن تُتاح لهم فُرصة الحياة بعيدًا عن الفن حتى يعتَزِلونه، ولو كانوا في ذروة نجاحهم فيه.بل ليس سرًّا أنَّ أكثر النجوم شهرةً وقبولاً عند الناس وأكثرهم تمتُّعًا بالقمَّة في هذا المجال، متى ما عرفوا الحقَّ هم أسرع الناس عُزُوفًا عنها، واستِغلالاً لمواهبهم الفطريَّة التي أوصلَتْهم إليها فيما ينفَعُ دنياهم وآخرتهم.هل لأنَّهم تدبَّروا قول الله - تعالى -: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83]، ولم يجدوا في هذه القمَّة ما يستحقُّ بيْع الآخِرة بها، فتركوها لهؤلاء الذين لم يكونوا ليبلغوها ما لم تكن خَلَتْ من أهلها؟ربما.أم لأنَّ مقومات شخصيَّاتهم التي أوصلَتْهم لهذه القمَّة تمكِّنهم من رؤية الأشياء بوضوح، واتِّخاذ القَرارت المصيريَّة بحزم، والتفوُّق فيما يقتنعون أنَّه الحق، فما أنْ فُتِح لهم طريقُ العلم والهداية حتى أسرَعُوا يُنافِسون مَن سبَقَهم إليه، ويُسابِقون الزمن في تحصيل ما فاتَهُم فيه؟ربما أيضًا.ولكنَّ الشيء المؤكَّد هو أنَّ النفس الإنسانيَّة لا تهدأ ما لم تُحتَرم آدميَّتها، وتُحفَظ لها كرامتها، وتَعرِف الغاية من وجودها، وتطمئنَّ إلى أنها قادرة على الوصول إليها.وإنَّ النفس في طاعة الله - عزَّ وجلَّ - يُرضِيها القليل؛ إذ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أصبح آمِنًا في سِربِه، مُعافًى في بدنه، عنده قوتُ يومه - فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها)).فكيف بالكثير من الرزق والبركة، واجتماع القلب وهدوء البال، وعيش السعداء الذي يمنُّ الله - عزَّ وجلَّ - به على الطائعين من عِباده؛ إذ يقول - تعالى -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].وإنَّ المغرور لَمَنْ ظنَّ أنَّه يمكِنُه أنْ يعصي الله - عزَّ وجلَّ - ثم هو يَسعَد في حياته، ويَأمَن في آخِرته، والله - تعالى - يقول: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [الجاثية: 21].الحلقات السابقة:التمثيل: لعبة خطيرة أضاعت الكثير..التمثيل (2): لعبة الصغار مضيعة الكبار.. الحلقة القادمة:فهل يمكن استخدام الفنِّ كوسيلة للدَّعوة ونُصرَة الدِّين؟ منقول | |
|